السبت، 19 نوفمبر 2011

كتاب "مدخل إلى دراسات الترجمة: نظريات وتطبيقات"

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب "مدخل إلى دراسات الترجمة: نظريات وتطبيقات"



تأليف: جيرمي مندي

Jeremy Munday is Senior Lecturer in Spanish at the University of Leeds. He is the Chair of the International Association for Translation and Intercultural Studies Publication Committee and has published extensively on translation theories, discourse analysis, stylistics and corpus-based translation studies. A second edition of his book, 'Introducing Translation Studies' has recently been issued by Routledge.
   ترجمة: هشام علي جواد
مدرس مساعد في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة السلطان قابوس  
نُبذة عن الكتاب بقلم: محمد الحمامصي
      يعرَّف البروفيسور البريطانيّ المتخصَّص في الترجمة جيرمي مندي في كتابه "مدخل إلى دراسات الترجمة.. نظريات وتطبيقات" الصادر عن مؤسَّسة روتلج للنشر عام 2001، وترجمه د. هشام علي جواد وصدر عن مشروع كلمة أحد مشروعات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، دراسات الترجمة بأنها "ذلك الفرع الأكاديميّ الحديث الذي يُعني بدراسة نظرية الترجمة وظواهرها، وهو بطبيعته التعدُّديَّة اللُّغويَّة والفرعيَّة البينيَّة إنما يقوم على اللغات واللسانيات ودراسات التواصل والفلسفة، إضافة إلى أنماط متنوعة من الدراسات الثقافية"
     
ويرى أنه نظراً لهذا التنوُّع، فإن إحدى المشاكل الكبرى التي تبرز في تدريس فرع دراسات الترجمة والوقوف عليه، تتمثل في تشتُّت الكثير منه في سلسلةٍ طويلة من الكتب والمجلات، "وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد عدداً من "القراءات" الجامعة لكتاباتٍ مُهمَّة في الموضوع منها " مشكلة الترجمة" بقلم يواخيم ستوريخ، وقراءات في نظرية الترجمة بقلم أندرو تشيسترمان، والترجمة والتأريخ والثقافة مرجع أوَّليّ لمؤلفه آندريه ليفير، ونظريات الترجمة مقالات مختارة من درايدين وحتى دريدا بقلم رينير شولت وجون بيغينيت، ونظرية الترجمة الغريبة من هيرودوتس وحتى نيتشه للكاتب دوغلاس روبنيسن، والمراجع في دراسات الترجمة بقلم لورينس فينوتي، هذا إلى جانب مؤلفاتٍ أخرى مثل موسوعة روتلج لدراسات الترجمة بقلم مني بيكر، ومعجم دراسات الترجمة حاولت جمع المفاهيم الرئيسية وتقديم توصيف لهذا الفرع.
    
يرمي الكتاب إلي أن يكون مدخلاً عمليَّاً لهذا الفرع، فهو يشرع في تقديم عرضٍ نقديّ متوازن لعديد من المقاربات المهمَّة والإسهامات البارزة في دراسات الترجمة، وذلك في مجلَّدٍ واحد كُتب بأسلوبٍ واضح وجرى تطبيق مختلف النماذج المعاصرة علي نصوصٍ توضيحيَّة من خلال دراسات حالة قصيرة كي يتسنَّى للقارئ الاطلاع علي كيفيَّة تطبيقها، كما أن الغرض من الأفكار الجديدة التي تضمنتها هذه الدراسات هو تشجيع القارئ علي إجراء المزيد من البحث المعمَّق لقضايا الترجمة ومحاولة فهمها.
     
وعليه فقد وُضع الكتاب ليكون كتاباً مقرَّراً في برامج الترجمة للدراسات الجامعية الأوَّلية والعليا، وهي دراسات الترجمة ونظرية الترجمة، كذلك مدخلاً نظرياً يُعوَّل عليه الطلبة والباحثون والمدرَّسون والمترجمون المهنيَّون، وهذا شأنه أن يعين القرَّاء للوقوف على القضايا المختلفة وما يصاحبها من لغةٍ اصطلاحية كي يقوموا بتطبيق النماذج بأنفسهم، ويؤدي ذلك إلي بروز الاهتمام لإجراء بحثٍ دقيق في قضايا محدَّدة وزيادة الاطلاع في المجالات التي تعود بالنفع الكثير علي الطالب، وبهذه الطريقة يمكن أن يمثّل هذا الكتاب مدخلاً حيوياً لسلسلةٍ من المقاربات النظريَّة في الترجمة التي لها علاقة وثيقة بالمهتمّين بحقل الترجمة الأكاديميّ وكذلك باللسانيّين المتخصّصين
     
يستعرض كل فصلٍ من فصول الكتاب جانباً رئيساً من جوانب هذا الفرع ـ دراسات الترجمة ـ حيث وُضعت الفصول بشكلٍ يجعلها قائمة بذاتها لكي يكون بمقدور القارئ الذي يستقصي موضوعاً معيَّناً أن يجد علي الفور البيانات المهمَّة المتعلّقة به، ومن جهةٍ أخرى جرى ربط المفاهيم بين الفصول من خلال الإحالة، كما صُمَّم الكتاب كي يصلح أن يكون كتاباً دراسياً في الترجمة ودراسات الترجمة ونظريَّة الترجمة.
     
يقع الكتاب في أحد عشر فصلا، وقد يتطلَّب إكمال فصلٍ واحد أسبوعاً أو أسبوعين، وهذا يتوقَّف علي طول المقرَّر بحيث يتلائم مع النظام الفصليّ، كما جرى عرض الأفكار عرضاً تدريجياً ابتداءً من العرض التمهيديّ بطرح القضايا الرئيسيَّة في دراسات الترجمة في الفصل الأوَّل وصولاً إلي العرض الأكثر تعقيداً حيث يكون الطالب أكثر إلماماً بالمصطلحات والمفاهيم، وعلى وجه العموم اعتمد الكتاب في عرضه للموضوعات على الترتيب الزمنيّ ابتداء ًمن النظريَّات التي قامت قبل القرن العشرين "الفصل الثاني" مروراً بالنظريَّات ذات التوجُّهات اللسانيَّة الفصول "3-6 " ثم التطوّرات الجديدة التي شهدتها الدراسات الثقافيَّة كنظرية ما بعد الاستعمار (الفصل الثامن).
     
ويتَّسم الكتاب بالوضوح والبيان حيث خرجت جميع الفصول في قالب ٍواحد وعلى النحو التالي : جدول تمهيديّ يعرض بوضوح المصطلحات والأفكار الأساسيَّة ـ المتن أو النص الأساسيّ الذي يصف وصفاً تفصيلياً النماذج والقضايا قيد النقاش ـ دراسة حالة توضيحيَّة تُطبَّق وتُقوّم النموذج الرئيسيّ الوارد في الفصل ـ خلاصة تقويميَّة موجزة للفصل.
     
وإذا اختار الكاتب ذكر المؤلَّفات الواردة أعلاه، فإنه توخَّي بذلك أن يكون انتقائياً حيث جرى اختيار المنظرين ونماذجهم نظراً لتأثيرهم البالغ في دراسات الترجمة ولكونهم يمثّلون تمثيلاً دقيقاً المقاربات السائدة في كل فصلٍ، وبذلك لم يجر التطرُّق للكثير من الدراسات القيَّمة الأخرى لضيق المجال.
     
ولأن محور الكتاب يتمثَّل بتقديم مدخلٍ واضح لعددٍ من المقاربات النظريَّة، و"لهذا السبب قدّمت مقترحات تفصيليَّة بشأن قراءاتٍ أخرى تهدف إلي تشجيع الطلبة على مطالعة النصوص الأساسيَّة ومتابعة الأفكار التي أثيرت في كل فصل، وتقصَّي البحوث التي تجري في بلدانهم ولغاتهم، وبهذه الطريقة يتعيَّن استخدام الكتاب استخداماً مفيداً إلى جانب القراءات آنفة الذكر والموارد المكتبيَّة في الجامعة، كما أشير لعددٍ من الدراسات المتيسَّرة في طبعاتٍ حديثة أو التي أعيد نشرها في كتابٍ من كتب المختارات".
     
وتضمَّن الكتاب في صفحاته الأخيرة ثبْتاً مرجعياً شاملاً وفهرساً صغيراً عن المواقع الإلكترونيَّة المفيدة التي تحتوي على معلوماتٍ حديثة تتعلَّق بدراسات الترجمة من مؤتمرات ومطبوعات ومؤسَّسات، فهدف المؤلَّف هو حثّ الطالب على التفكير والتقصَّي والوعي بالفرع الجديد ووضع النظريَّة موضع التطبيق والبحث. وهناك مسألة رئيسيَّة تمثَّلت في اختيار اللغات للنصوص المستخدمة في دراسات الحالة التوضيحيَّة، حيث توجد أمثلة أو نصوص من اللغات الإنكليزيَّة والفرنسيَّة والألمانيَّة والإيطاليَّة والبرتغالية والأسبانيَّة، هذا إلى جانب بعض الأمثلة الواردة من اللغات الهولنديَّة والبنجابيَّة والروسيَّة، ومع ذلك قُدَّمت دراسات الحالة بطريقةٍ جرى معها التركيز على القضايا النظريَّة مع مراعاة القُرَّاء الذين لا تتوافر لديهم الخبرة باللغات موضوع الدراسات. ومن بين أنماط النصوص المقدَّمة الكتاب المقدَّس والقصيدة الملحميَّة بيوولف وروايات غابرييل غارسيا ماركيز وبروست ووثائق للأتحاد الأوروبيّ واليونسكو ودليل سياحيّ وكتاب طهي للأطفال وترجمات قصص هاري بوتر، كما يشير إلى ترجمة الأفلام واللهجات في اللغات الفرنسيَّة والألمانيَّة والبنجابيَّة، وهناك نِيَّة لوضع ملحقٍ من النصوص التوضيحيَّة المستقاه من لغاتٍ أخرى على موقع روتليدج الإلكترونيّ وذلك لفائدة الطلبة الدارسين لغات أخري.
     
ويرى الباحث والمترجم د. هشام علي جواد في تقدمته أن الكتاب مهمّ كُتب بأسلوبٍ واضحٍ رصين وتناول الترجمة في الإطار النظريّ والعمليّ ووفق منظور تاريخيّ يأخذ بعين الاعتبار الأطوار التي مرَّت بها الترجمة على مر العصور.
     
يعرض الكتاب للموضوع بتقديم نُبذة تاريخيَّة عن نشأة دراسات الترجمة مُسلّطاً الضوء على خلفية نشوء ما يُعرف حتى وقتنا الراهن بالترجمة الحرفيَّة والترجمة الحرَّة، وهو بذلك يعود بنا إلى عهد سيسيرو " في القرن الأوَّل قبل الميلاد" والقس جيروم  "في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد" وإسهاماتهما في هذا المجال، والتي شكَّلت الأساس الذي قامت عليه دراسات ترجميَّة مهمَّة في وقتٍ لاحق.
 
      ويشير د. جواد إلى أن الكتاب يوضَّح في مستهلَّه المدرسة الألمانيَّة وروّادها في القرن السادس عشر ومنهم المترجمان مارتن لوثر وشليرماخر، كما يتطرَّق إلى أولى المحاولات لصياغة نظريَّة منهجيَّة في الترجمة على يد درايدن ودوليه وتيلر، ثم يعرج بنا إلى القرن العشرين ليركَّز على النظريَّات الحديثة في الترجمة وامتداداتها الفكريَّة والثقافيَّة والفلسفيَّة والسياسيَّة ودورها الكبير في تعزيز التفاعل الحضاريّ بين الأمم والشعوب.
     
ويقول "لقد وقع اختياري على هذا الكتاب نظراً لأهميَّته الكبيرة وثراء معلوماته ووفرة مصادره وتعدُّد اللغات التي يتناولها في الدرس والتحليل، وهو بذلك يُعدّ حقاً مصدراً نافعاً وفريداً من نوعه يعين القارئ المهتم بدراسات الترجمة والدراسات اللسانيَّة والثقافيَّة والأدبيَّة على فهم نظريَّات الترجمة الحديثة وتطبيقاتها على لغاتٍ متعدَّدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر اللغة الإنجليزيَّة والعربيَّة والفرنسيَّة والألمانيَّة والإيطاليَّة والإسبانيَّة والبنغاليَّة، ومما يزيد من أهميَّة الكتاب أنه يحتوي على عددٍ من الدراسات لحالاتٍ معيَّنة، وهي تمارين تطبيقيَّة توضّح للقارئ عدداً من النماذج والنظريَّات وكيفيَّة تطبيقها على نصٍّ وترجمته.
     
يسلَط الكتاب الضوء على القابضين على زمام الترجمة والنشر ودورهم في عمليَّة الترجمة وإنتاجها وأعني بهم أرباب صناعة الترجمة ومَن بيدهم حل الأمور وعقدها والذين أصبحت لهم الكلمة العليا على المترجمين.
     
ويوضح د. جواد أن الكتاب " يعرض للعقل العربي المتجدَّد محاولةً متواضعة ترمى إلى ترجمة المصطلح الترجميّ واللغويّ ترجمةً أقرب إلى الدقَّة، ولعل هذا يأتي في سياق توحيد المصطلح الترجميّ واللغويّ الذي يُعتبر مشكلةً شائكة وقائمة منذ زمنٍ طويل، فمثلاً نجد أن المصطلح اللغويّ الإنجليزيّ register  له المعاني "المكافئة " التالية في اللغة العربيَّة "سجل" وهي ترجمة حرفيَّة مبهمة و"لغة الموقف" وهي تداوليَّة تعكس مدلول المفردة ولهجة خاصة، وهي ترجمة سائدة، أمَّا المصطلح الذي أقترحه لذلك والذي لم أستخدمه في هذا الكتاب فهو لسان الحال والذي أجده أقرب من حيث الدلالة والاصطلاح، ففيما يتعلَّق بالدلالة، فإن المصطلح المقترح يشير إلى آنية الحدث وصيغته والتفاعل القائم بين المتخاطبين، وأمَّا اصطلاحاً، فالعلاقة بين اللسان واللسانيَّات والحال وسياق الحال وثيقة الصلة بحيث لا تكاد تحتاج إلى تعليق، ومع ذلك فقد آثرت اختيار المصطلح السائد وهو لهجة خاصة كما نجد أن للمصطلح pragmatics  معاني "مكافئة" متعدّدة نذكر منها المفردات التالية : البراغماتيَّة والتداوليَّة والعملياتيَّة والذرائعيَّة والمقاصد اللغويَّة، وكما ترى فكل واحد منها إنَّما يعكس وجهاً من أوجه المعنى باستثناء المفردة الأولى، وهي اقتباس، أما المصطلح الذي أقترحه وأراه مكافئاً للمصطلح الإنجليزيّ فهو التدالية وهو مصطلح قريب من علم الدلالة أو الدالية أو الدلاليَّة semantics  غير أنه يقوم على دراسة دور المتكلَّمين في فعلٍ لغويّ يحدث في سياقٍ اجتماعيّ لتحقيق غرضٍ تواصليّ، ومرَّةً أخرى أجدني أميل إلى ما هو سائد وثابت فأختار مصطلح " التداوليَّة".

شراء الكتاب 
من هنا
أضف إلى مفضلتك

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    ممكن تعرفني على المكان الذي استطيع شراء هذا الكتاب منه او الرابط؟
    تحياتي

    ردحذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    يمكن شراء الكتاب بالضغط على كلمة "من هنا" حيث توجد بيانات المكتبات التي تبيع هذا الكتاب. بالتوفيق.

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم،
      لقد حاوت الاتصال مع الجهات المتعاونه مع مشروع كلمة من دور نشر وغيرها لغرض شراء هذا الكتاب ولكن وللاسف الاجابة اما بالنفي او عدم الاجابة.
      اريدطريقة اخرى لكي استطيع شارء هذا الكتاب لانه كتاب مهم وضمن مجال دراستي.
      تحياتي

      حذف