بسم الله الرحمن الرحيم
رســــالة المترجـــــم
إنَّ المترجمَ حينما يلِجُ بحرَ التَّرجمةِ، فإنَّه وَلا شكَّ عليه أنْ يُدرِكَ حقيقةَ أنَّه مُقبِلٌ على أمرٍ جسيمٍ قد لا تُحمدُ عواقِبُه. وَعلى طريقِ التَّرجمةِ، يحتَّمُ عليه الأمرُ أن يتسلَّحَ بقدْرٍ من العلمِ الدَّينىَّ الذى هو بمثابةِ المنارةِ التى تضىءُ له الطَّريقَ، إنْ كانَ يبحثُ عن الحقَّ. فإذا تخبَّطَ المترجِمُ فى بدايةِ الدُّخولِ إلى عالمِ التَّرجمةِ، ضلَّ طريقَه إلى غيرِ رجْعةٍ. لذا فإنَّ المترجِمينَ قد انقسموا إلى فِرقتين: فِرقةٍ تُدرِكُ أنَّ للعلمِ رسالةً، وأنَّ رسالةَ المترجِمِ هى في مضْمونِها تبنِى وَلا تهدِمُ، في حين تتَّخِذُ الفِرقةُ الأخرى العلِمَ سِتاراً يتخفَّونَ وراءَه، فلا تراهُم إلاَّ وَقد ترجَموا أعمالاً لا طائِلَ من تحتِها إلاَّ جنْىَ السيَّئاتِ، حتَّى يصيرَ هؤلاءِ المترجِمونَ فِرقةً ضالَّةً مُضِلَّةً يترجمونَ أفلاماً ومُسلسلاتٍ وَرواياتٍ خليعةً تهدِمُ الأخلاقَ من جذورِها. فهُم ولا شكَّ معاوِلُ هدْمٍ في بُنيانِ مجتمعٍ لا يكادُ ينهضُ حتَّى يكْبوَ في انحطاطِهِ وتخلُّفِه. ألا ترى أيُّها المسلمُ أنَّ بناءً لا يقومُ لهادِمٍ،
فكيفَ بِبانٍ خلْفَهُ ألفُ هادِمٍ.
فكيفَ بِبانٍ خلْفَهُ ألفُ هادِمٍ.
ستسيرُ فُلكُ الحقَّ تحمِلُ جُندَه ... وَستنتهِي للشَّاطىءِ المأمول
هاني البدالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق